المناطق البين المدية-الجزرية وتحت المدية-الجزرية والشاطئ

الرئيسيةالنظام الساحلي البحريالمناطق البين المدية-الجزرية وتحت المدية-الجزرية والشاطئ

المناطق البين المدية-الجزرية وتحت المدية-الجزرية والشاطئ



تُعتبر المناطق البين المدية-الجزرية وتحت المدية-الجزرية نظم بيئية تحيط بالخط الساحلي. يعتمد تكوينها ومظهرها على حدة وتواتر حركة المد والجزر والتي بدورها تحدد أنواع وأحجام الرمال والرسوبيات التي تحركت وترسبت. وعلى الأغلب، تنشأ الشواطئ في مناطق السواحل المفتوحة حيث يتم ترسب الرمال الخشنة على الطبقة الصخرية أو الرملية، بينما يتم تغطية الخلجان المغلقة أو المحمية بأسطح طينية بين مدية-جزرية وتحت مدية-جزرية.

إن هذه النظم البيئية ضحلة، وتتعرض لدورات المد والجزر اليومية من ترطيب وجفاف وإشعاع شمسي شديد مما يؤدي إلى زيادة الملوحة نتيجة لإرتفاع درجات الحرارة وكذلك من تبخر المياه. إن هذه الكائناتالتي تعيش فيها متكيفة لهذه التقلبات الحادة. تشمل التكيّفات السلوكية لمقاومة الجفاف الحفر للوصول إلى الرواسب الرطبة في الأعماق العميقة أو الحركة الأفقية المتزامنة مع دورة المد والجزر والإنتقال نحو الماء لدى تراجع المد، بينما تتحرك نحو الشاطئ عند إرتفاع مستوى المد.

وعلى الرغم من أن حركتها غير محسوسة، إلا أن حصيرة الكائنات الحية البكتيرية تتحرك رأسياً نحو الأعلى والأسفل إستجابةً لحركة المد والجزر أيضًا، وتنتج البكتيريا الزرقاء التي تعيش على الطبقة العليا من هذه الحصيرة صبغة داكنة تسمى scytonemin والتي تعمل كستار واقي من الشمس لتوفير الحماية من الإشعاع الشمسي الشديد.

تشمل الكائنات الحية الأخرى التي توجد عادةً في المناطق البين المدية-الجزرية وتحت المدية-الجزرية السرطانات وسرطان البحر الناسك وقدميات البطن وجماعات الأسماك والشفنينات وبلح البحر والطيور والطحالب. في حين أنه قد يتكون المجتمع النباتي من المانغروف والعشبة الزجاجية (Salicornia europaea) والسويد البحري (Suaeda maritima) والشنان (Arthrocnemum macrostachyum) وأنواع أخرى. في بعض الأحيان، تُشاهد أيضًا جيوب من الأعشاب البحرية القاعية في هذه المناطق التي تهيمن عليها أنواع من الأعشاب البحرية ضيقة وعريضة الأوراق.

قد تكون الشواطئ الرملية والصخرية موطناً لسرطانات البحر الشبحة وقشريات الرمل القافزة والجرابيع ووزغ الرمال والطيور والأرانب البرية الصحراوية. كما يمكن أن يكون المجتمع النباتي مشابهًا لما هو موصوف أعلاه لمناطق المد والجزر، مع وجود أنواع إضافية مثل الطرتوث (Cistanche tubulosa) والطرفة (Tamarix passerinides) والعكرش (Aeluropus lagopoides) وHalopyrum mucronatum ، حيث أن الأنواع الثلاثة الأخيرة معروفة بقدرتها على إنشاء كثبان رملية نباتية من خلال حبس الرمال.

تشكل الظواهر التي يحدثها التغير المناخي تهديداً لسلامة قيعان الأعشاب البحرية كنظام بيئي وللكائنات الحية التي تعيش فيه. كذلك، فإن تطوير السواحل يشكل تهديداً آخر نتيجة لفقدان الموائل.

© A. D. Chatziefthimiou

المصادر:
Ghanzanfar SA and Fisher M, 1998
Batanouny KH, 1981
Basson PW et al, 1977
Sorrels CM et al, 2009
Al-Thani R et al, 2014
Sale P et al, 2011