تعد الشعاب المرجانية نظامًا بيئيًا متعدد الألوان، وأحد أكثر النظم الإنتاجية في البيئة البحرية نظرًا لقدرته على العمل كملجأ يستضيف مجتمعاً نابض بالحياة من الكائنات الحية. تشاهد الشعاب المرجانية بالقرب من الشواطىء القريبة أو البعيدة، ويمكن انشائها على أسطح طبيعية أو اصطناعية، كتلك الموجودة على منصات النفط أو على الكتل الأسمنتية.
في حين أن الشعاب المرجانية في قطر قد تتألف بشكل عام من خمس مناطق رئيسية، فأنه يُعتقد أن الخليج العربي بما في ذلك قطر، لم تعد الشعاب المرجانية تبني شبكة من الشعاب فيه، وذلك بسبب مجموعة من الضغوطات البشرية والبيئية. وعوضاً عن تكوين الشعاب المرجانية، يكُون المرجان تجمعات، أكثرها تنوعًا في المناطق القريبة من الشاطئ بالإضافة إلى حول الجزر الحيدية، بينما عانت غالبية الشعاب المرجانية التي تكونت حول الخط الساحلي من درجات مختلفة من الموت وفقدان ثراء الأنواع.

تواجه التجمعات المرجانية في الأعماق الضحلة دورات المد والجزر والإشعاع الشمسي الشديد مما يؤدي إلى زيادة الملوحة نتيجة لدرجات الحرارة العالية وتبخر الماء. تعد معظم الشعاب المرجانية ثابتة، باستثناء بعض الأنواع المقاومة والمرنة Cyphastrea و Porites و Tubinaria والتي قد توجد في هذه المنطقة. ومن الممكن مشاهدة النوع Dipsastraea مع السوطيات الحمراء التي تعيش نمط حياة تكافلي معه، كذلك الحُصُر البكتيرية وقدميات البطن والسرطانات والأسماك الصغيرة.

قد تتعرض التجمعات المرجانية في المناطق البعيدة عن الشاطئ أو الجزر الحيدية ، لمستويات متوسطة من طاقة الأمواج الناتجة عن العواصف، وجميع المناطق التي يكون فيها اختراق الضوء مهمًا، تدعم مجتمع من الكائنات الحية الأكثر تنوعًا. تشمل الأجناس الممثلة للشعاب المرجانية Acropora و Platygyra و Montipora و Porites و Pavona و Echinopora و Tubastraea و Goniopora. وتشمل الكائنات الأخرى الإسفنج الذي تقصده وتتغذى عليه السلاحف صقرية المنقار وقنافذ البحر وعدد كبير من الأسماك التي يستهلكها طائر الغاق الغطاس أو أسماك كبيرة أخرى.

توفر الشعاب المرجانية العديد من خدمات النظام البيئي، بما في ذلك الحد من طاقة الأمواج وإرتفاعها، وحماية السواحل من الإنجراف. كما تعمل أيضاً بمثابة حاضنات لصغار الحيوانات البحرية وأماكن للتغذية وكملاذ آمن للعديد من الحيوانات البحرية غير القادرة على التستر والبقاء على قيد الحياة في قاع البحر المكشوف. تُشكل الظواهر الناجمة عن التغير المناخي تهديدًا لسلامة الشعاب المرجانية وجميع الكائنات الحية الأخرى التي تعتمد عليها. تؤدي التنمية الساحلية وإنشاء قنوات اصطناعية إلى فقدان مجتمعات الشعاب المرجانية الضحلة.

© A. D. Chatziefthimiou

المصادر:
Riegl M et al, 2012
Buchanan JR et al, 2015
Torquato F et al, 2017
Burt et al, 2015
Basson PW et al, 1977