شهد الخليج العربي العديد من دورات الجفاف والبلالة خلال فترة عمره القصيرة نسبيًا. وأثناء الدورة الأخيرة، كان الخليج عباره عن صحراء جافة حتى حوالي 18,000- 20,000 سنة خلت، قبل أن يُغمر حوض الخليج بسبب إرتفاع مستوى سطح البحر الذي نتج عن فترة ما بعد العصر الجليدي. أصبح مستوى سطح البحر الحالي قبل 6000-8000 حوالي سنة خلت.

يعتبر الخليج العربي جسم مائي ضحل وبمتوسط عمق يصل إلى 40 متراً، ويتراوح عمقه من 0 متر إلى 120 مترًا لأقصى عمق في المنطقة الغربية والقريب من مضيق هرمز. يبلغ طول الخليج 1000 كم بعرض أقصاه 350 كيلومترًا، ومحاط بصحاري قاحلة شديدة الجفاف، حيث يتدفق اليه القليل من مياه الأمطار الساقطة عليها. تأتي تدفقات المياه العذبة من نهري دجلة والفرات في الشمال، بينما تتدفق مياه البحر العربي والمحيط الهندي الأكثر برودة والأقل ملوحة عبر مضيق هرمز.

ونظرًا لأن الخليج العربي ضحل ومدى درجات الحرارة فيه مرتفع (11.4-37.7 درجة مئوية) بشكل موسمي وإعتماداً على العمق، فإن تبخر المياه بسبب تدفقات المياه العذبة غير الكافية والإختلاط تجعله مالحاً جدًا (70 جزء بالألف). وعلى الرغم من هذه الظروف القاسية، يوجد هناك عدد كبير من الكائنات الحية التي تتخذ من مياه الخليج موطناً مؤقناً أو دائمًا لها. ويمكن أن يتضمن ذلك أبقار البحر وخنازير البحر عديمة الزعانف والحيتان القاتلة وحوت برايد والدلافين اللفافة والدلافين طويلة المنقار والشعاب المرجانية والسلاحف والطيور، بالإضافة إلى إستضافة ثاني أكبر عدد من أسماك قرش الحوت على مستوى العالم.

تشمل التهديدات التي يتعرض لها الخليج الظواهر الناجمة عن التغير المناخي والتي تساهم في زيادة درجات الحرارة، مما يؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي وإرتفاع مستوى سطح البحر، مما يؤدي إلى فقدان الخط الساحلي والمَواطن. وتشمل التهديدات الأخرى دفن الرمل للكائنات الحية من جراء ترسبات الأنهار ورمال الكثبان، كذلك يشكل تطوير الخط الساحلي والمناطق البعيدة عن الشاطىء والتلوث إضافة إلى الأنشطة الترفيهية والتي تشمل المركبات الآلية من أهم التهديدات الرئيسية لهذا النظام، والتي تؤدي إلى موطن لا يمكن إصلاحه وفقدان للتنوع البيولوجي.

© A. D. Chatziefthimiou

المصادر:
Pous S et al, 2015
Basson PW et al, 1977
Sharland P et al, 2000
Sigsgaard EE et al, 2016
Marshall CD et al, 2018
Sale P et al, 2011
Sheppard C et al, 2010