الصحراء الصخرية أو الحماد

(يطلق عليها محليا الحزم أو المسطاح)
تعتبر الصحراء الصخرية أو الحماد، والمعروفة محليًا بإسم الحزم أو المسطاح، والتي تعني غير المثمرة، النظام البيئي الأكثر مشاهدة في دولة قطر. تتشكل هذه الصخور عن طريق تأثير عوامل التجويه (التعريه) على الصخور القاعدية المحلية، في حين يمكن أن تنتقل جزيئات دقيقة إلى الموقع عن طريق العواصف الرملية أو العواصف المطريه. تتموضع الصحراء الصخرية على أرض مرتفعة متموجة، وعادةً ما تحيط بالروضات والكثبان الرملية وكذلك التلال الصخرية، وتحدها السبخات الداخلية والساحلية. وحتى إذا كانت هذه المناطق تبدو غير ملائمة للحياة، فإن هناك العديد من الكائنات الحية التي تعيش في الصحراء وتتخذ منها موطناً ضمن هذا النظام البيئي. فعلى سبيل المثال، تقوم العظاءات شوكية الذيل بحفر الجحور في التربة بين الصخور وتحتها، حيث تقيم في أوقات الراحة وتتجنب الحيوانات المفترسة والظروف البيئية القاسية على حد سواء. وتتضمن التكيفات السلوكية الأخرى للكائنات الحية الصحراوية وجود نشاط يومي محدودً ونمط حياة ليلي والبيات الشتوي وتشكيل الأبواغ والسكون في النباتات والبكتيريا.
تحفر الحيوانات جحوراً في أرضية الصحراء بسبب وجود فرق كبير في درجة الحرارة بين السطح وبضعة سنتيمترات في عمق التربة. وعلاوة على ذلك، تسمح الرطوبة المنبثقة من الجدران الجانبية للجحر للحيوانات، وخاصة الزواحف، بالحفاظ على جلد رطب.
يُكون مجتمع نباتات الصحارى الصخرية جذوره في المناطق الواقعة بين الصخور حيث تكون التربة معرضة، وتسود فيها بشكل أساسي نباتات السدر (Ziziphus nummularia) والسلم (Acacia tortilis) والعوسج (Lycium shawii) ونباتات حولية مثل الهرم (Zygophillum quatarense) والهريم (simplex Zygophillum) والجلجلان (Savignya parviflora) والرقروق (Helianthemum lipii). تعتبر العظاءات شوكية الذيل من الحيوانات العاشبة، ولكن في أوقات يكون فيها توافر الموارد محدوداً خاصةً في أواخر أشهر الصيف، فإنها قد تبحث عن جثث الحيوانات الميته أو تتغذى على الحشرات. تقع العظاءات شوكية الذيل فريسة للحيوانات التي تعيش معها في الصحراء بما في ذلك الثعلب والورل وحتى الكلاب السلوقية.
يمكن مشاهدة المجتمعات البكتيرية على سطح التربة المكشوفة نفسها، وغالبًا ما يكون لها شكل واضح مثل الطين المتصدع. وتسمى هذه بقشور التربة البيولوجية، وترتبط معاً من خلال خيوط البكتيريا الزرقاء القادرة على التمثيل الضوئي. تُشاهد مجموعة كبيرة ومتنوعة من أنواع الأشنة ملتصقة على سطح الصخور، وتُظهر ألوان صبغية مميزة من الأبيض المائل إلى الصفرة والأسود إلى الوردي والبرتقالي.
وتتضمن التهديدات التي تؤدي إلى فقدان الصحراء الصخرية وموت الأنواع التي تعيش عليها أنشطة البناء وقيادة السيارات في البر وظاهرة التغير المناخي والتصحر المتصاعد وغيرها.

© A. D. Chatziefthimiou

المصادر:
Whitford W, 2001
Edgell HS, 2006
Batanouny KH, 1981
Norton et al, 2008
Powell JT et al, 2015
Castilla AM et al, 2014
Chatziefthimiou AD et al, 2016
Richer R et al, 2012