(وجمعها السبخات)
عادةً ما تُشكل السبخة أو المناطق المالحة أو السطح المُغلف بالملح حدوداً غير محددة بين النظم البيئية في البيئات البرية والساحلية/البحرية. ومن الناحية التضاريسية، غالباً ما يُلاحظ ذلك بالقرب من السواحل، إلا أنه يوجد في قطر عدد من السبخات الداخلية في الشمال والجنوب الغربي، بينما تزحف الكثبان الرملية عبر السبخات في محيط منطقة خور العديد.
تحدد التضاريس مصدر المياه في هذا النظام البيئي. تتعرض السبخة الساحلية لدورات المد والجزر بدرجات متفاوتة، بما في ذلك التدفق السطحي والجوفي، وكذلك إمتصاص المياه العذبة الناتجة عن هطول الأمطار. من ناحية أخرى، لا تتلقى السبخة الداخلية سوى مياه الأمطار وربما تتدفق بعض المياه الجوفية من المياه العذبة الجوفية أو المياه المالحة. وفي الغالب، يمكن أن تتكون رواسب السبخة من رواسب فيضان المد والجزر والرواسب الريحية (الرمال التي تهب عليها الرياح)، والمتبخرات بما في ذلك رواسب الهاليت والجبس والدولوميت والأنهيدريت.
السبخة نظام بيئي قائم على مبدأ التبخر، حيث تحدث الحالات القصوى التالية بشكل تشاركي : الجفاف والإشعاع الشمسي الشديد ودرجات الحرارة العالية وزيادة الملوحة وقلة توافر المواد الغذائية والأكسجين، حيث تختار مجتمع من الكائنات الحية قوي التحمل للعيش فيها. وعلى الحافة عالية الملوحة في السبخات، حيث تجعل الطبقة الملحية السطح غير قابل للإختراق، يصبح من الندرة بمكان أن تعيش النباتات والحيوانات، حيث تهيمن البكتيريا المقاومة والمرنة. وهنا ترتبط البكتيريا البدائية والبكتيريا الشعاعية بجزيئات الرواسب، وهي مجهزة بآلية وراثية قوية لمقاومة الجفاف. ويشاهد أيضاً بالقرب منها الحُصُر البحرية والطحالب والأعشاب البحرية الأخرى التي تُحمل عن طريق المد والجزر.

ومن الكائنات الحية الأخرى التي تم ملاحظتها البطنقدميات والتي تتغذى على الحُصُر البحرية والقشريات ووزغة رمال الخليج والتي قد تكون النوع الوحيد من الزواحف التي شُوهدت حول حافة السبخات، ويُعتقد أن أصابعها المنتفخة وحراشفها الشوكية الطويلة على الجانب السفلي هي عبارة عن تكيفات مباشرة من أجل الحياة في هذا النظام البيئي. يتألف المجتمع النباتي الذي يعيش حول حافة السبخة من نبات الأصل (Juncus rigidus) والأنواع المُحبة للملوحة مثل الحذادي (Halocnemum strobiolaceum) والخريز (Halopeplis perfoliata) وأنواع آخرى، في حين تشاهد الأنواع التالية: الشنان (Arthrocnemum macrostachyum) والعكرش (Aeluropus lagopoides) والقطف (Limonium axillare) والنخل (Phoenix dactylifera) أقرب إلى الساحل. يختار كل مجتمع نباتي مجتمعًا متميزًا من الحشرات مثل الفراشات والنمل والعناكب والعقارب الكاذبة وغيرها.
تُشكل الظواهر الناجمة عن التغير المناخي تهديداً لسلامة السبخة كنظام بيئي وللكائنات الحية تعيش فيها. إن تدمير هذا المجتمع من الكائنات الحية عن طريق قيادة السيارات والأنشطة الترفيهية الأخرى في البر تشكل أيضاً تهديداً رئيسياً.

© A. D. Chatziefthimiou

المصادر:
Barth J-H and Böer B, 2002
Basson PW et al, 1977
Zajonz U et al, 2002
Brauchli M et al, 2015
Metallinou M et al, 2014
Batanouny KH, 1981
Hogarth PJ et al, 2001
Sale P et al, 2011
Plus D et al, 2008