تعتبر الكثبان الرملية هلالية الشكل من المعالم البارزة للبيئة الأرضية لدولة قطر. إن تشكل الكثبان الرملية هو نتيجة لتأثير الرياح الشمالية أحادية الإتجاه، والتي تعصف بالرمال نحو الوجه المقابل للرياح. (رمال تهب عليها الرياح)، وتأخذ شكلها نتيجة للرياح السائدة التي تؤثر عليها. الرياح بالكثبان الرملية نجمية الشكل من جميع الإتجاهات الأربعة بشكلٍ متساوي. وتتأثر هذه الكثبان الرملية بالرياح الشمالية بشكل كبير، مما يجبرها على الإتجاه نحو الجنوب الغربي. وفي وسط قطر، تتموضع الكثبان الرملية هلالية الشكل في الصحراء الصخرية، أما في الجنوب فتتمركز بين السبخات الداخلية والساحلية.
يمر الرمل عبر أعلى خط من القمة الكثيب، ويسقط على الوجه المواجه للريح وعلى أحد أي من جانبي الكثبان الرملية. قد تبدو الكثبان الرملية ثابتة، إلا أنها تتحرك بنشاط، وتندمج مع بعضها البعض وتنفصل تارةً أخرى. ويمكن أن تتحرك الكثبان الرملية حوالي 10 أمتار سنويًا.
تكون درجة الحرارة ومستويات الأشعة فوق البنفسجية على سطح الكثبان الرملية أعلى بكثير من داخلها. تستغل سحالي السْقَنْقُور، وهو الكائن الحي الوحيد الذي يعيش حصراً داخل الكثبان الرملية، هذا الفرق في درجة الحرارة، حيث يسبح داخل الكثبان الرملية، كما تفعل الحيوانات الأخرى عن طريق تكوين جحور في عمق التربة لتفادي الحرارة الحارقة للبيئة الصحراوية. قد تُنشأ القطط الرملية جحورها أيضًا عند قاعدة الكثبان الرملية، ومع ذلك، وعلى عكس السْقَنْقُور، فإنها قد تقيم في أي نظام بيئي أرضي طالما أن الأرضية الصحراوية مكونة من التربة الرملية.
تقع السْقَنْقُوريات فريسة للحيوانات التي تعيش في الأنظمة البيئية القريبة من الكثبان الرملية، بما في ذلك الثعلب والبومة والحية والقط الرملي وحتى غيرها من السْقَنْقُوريات عند التأكيد على المنطقة المحمية. تعد العقارب والوزغ وعناكب الجمل وعدد من أنواع الطيور والجمال من الحيوانات الأخرى التي تعيش حول الكثبان الرملية ويبدو أنها تتعايش مع السْقَنْقُوريات. تفترس السْقَنْقُوريات الحشرات وتتغذى أيضاً على النباتات.
قد تهيمن نباتات العندب (Cyperus conglomeratus) والرقروق (Helianthemum) والحاذ (Cornulaca aucheri) على المجتمع النباتي للكثبان الرملية الذي ينمو فوق الصحراء الصخرية، بينما تسود أنواع عشبية عديدة من العائلة القبئية (Poaceae) حول قاعدة الكثبان الرملية. يعتبر مجتمع نباتات الكثبان الرملية القائم فوق السبخات غني بالأنواع التي تتحمل الملوحة مثل الجلمان (Seidlitzia rosmarinus) والسويد (Suaeda vermiculata) والتي تنمو على جميع جوانب الكثبان الرملية.
إن الكائنات الحية الدقيقة الخاصة بالكثبان الرملية متنوعة للغاية ومجهزة بمادة وراثية لتكوين الأبواغ واللجوء إلى السكون أو البيات، وهي تكيفات شائعة لتجنب الظروف القاسية، والتي شُوهدت أيضاً بين أنواع النباتات التي تعيش في بيئات مثل الصحراء.
ومن بين التهديدات التي تؤدي إلى فقدان نظم الرمال والسْقَنْقُوريات حركتهم بالإتجاه الجنوبي الغربي نتيجة للرياح الشمالية، والتي تتسبب في سقوطهم في الخليج وكذلك عمليات إستخراج الرمل للأغراض البناء.

© A. D. Chatziefthimiou

المصادر:
Edgell HS, 2006
Batanouny KH, 1981
Castilla AM et al, 2014
Batanouny KH, 1981
Norton J, 2009
Abdul Majid A et al, 2016
Louge MY et al, 2013