الوادي  والمسيل أو الغدير

الرئيسيةالنظام البرَيالوادي والمسيل أو الغدير

الوادي والمسيل أو الغدير



(وجمعها الوديان)
الوادي يرمز إلى (valley) باللغة الإنجليزية، وهو مجرى مائي سريع الزوال تغمره المياه خلال موسم الأمطار في أشهر الشتاء والربيع. ومن الناحية الطبوغرافية، يقع نظام الوادي البيئي المحاط بالتلال الصخرية القديمة وفي المناطق المنخفضة من الصحراء الصخرية المتموجة حول دولة قطر. يتم تصريف مياه الأمطار التي تحمل جزيئات التربة والصخور والمغذيات من فوق التلال الصخرية والصحراء الصخرية إلى الوادي على شكل جداول، وإذا ما انسد مجرى المياه، ينتهي المطاف بالمياه والتربة فتترسب في النظم البيئية للروضة أو السبخة.
في الأزمنة الجيولوجية وعندما كانت الظروف المناخية في شبه الجزيرة العربية أكثر رطوبة، كانت الوديان تُصرف المياه فيما نشاهده الآن أنهار جافة أو السهول الرسوبية الناشئة من المملكة العربية السعودية، والتي كانت نشطة قبل 1,8 – 5,3 مليون سنة في الجنوب والجنوب الغربي من قطر، ومن العراق قبل 8000 – 18000 مليون سنة في الجزء الشمالي من قطر.
قد تكون المسيلات طويلة أو قصيرة، أو عميقة أو ضحلة، وأفقية أو بيضاوية الشكل، وأحيانًا يطلق عليها مجتمعة إسم الوادي. يجعل ترسب المادة الغذائية ومرور المياه من المسيلات أرضاً خصبة للغاية حيث تتجذر المجتمعات النباتية المتنوعة، وبالتالي تجذب مجتمعات متنوعة من الحيوانات. يمكن مشاهدة المسيلات بسهولة في فصل الشتاء كخط أخضر أو بقع بيضاوية في هضبة صخرية. في البيئة الأرضية، يجعل هذا التنوع البيولوجي البادي للعيان من كلِ من الوادي والمسيل والروضة أكثر النظم البيئية إنتاجية.
ومن أهم العوامل التي تحدد تكوين مجتمع نباتي في المسيلات هي حجمها وعمقها داخل الوادي ونوعية المواد التي ترسبت وتراكمت على سطحها. إن وجود بسيل أو زنبق الماء الأحمر (Dipcadi erythraeum) سمة خاصة للمسيلات أو الغدران الرملية الصغيرة. وتشمل النباتات الأخرى الحدق (Aizoon canariense) وشوك الضب (Blepharis ciliaris) والعنبسيس (Anchusa hispida) والعتر (Glossonema varians) والرقروق (Helianthemum kahiricum و Helianthemum lippii). أما النوعان الأخيران فيعتبران مؤشران على وجود كمأ الصحراء الذي يخترق السطح في المسيلات والروضات بعد أول هطول مطري في الموسم. وفي المسيلات العميقة، قد تظهر أيضًا نبتة المرخ (Leptadenia pirotechnica) المثيرة للإعجاب.
غالبًا ما يكون مجتمع الحيوانات عابرًا، حيث يستخدم المسيلات كأماكن للتغذية، بينما تبني الحيوانات جحورها في الروضة والصحراء الصخرية القريبة. قد تشمل هذه المجتمعات طيوراً متنوعه سواءً كانت مهاجرة أو محلية، والعظاءات شوكية الذيل والوزغ والورل والحيات والجرابيع والجمال والقنافذ وغيرها.
وتتضمن التهديدات التي تؤدي إلى فقدان الأودية وموت الأنواع التي تعيش عليها أنشطة البناء وقيادة السيارات في البر وظاهرة التغير المناخي والتصحر المتصاعد وغيرها.

© A. D. Chatziefthimiou

المصادر:
Whitford W, 2001
Edgell HS, 2006
Batanouny KH, 1981
Norton et al, 2008
Powell JT et al, 2015
Castilla AM et al, 2014